كتب فريق ذا ميديا لاين أن رابطة الصحافة الأجنبية (FPA) رحّبت بقرار المحكمة العليا الإسرائيلية القاضي بوضع حدّ لتأجيلات الدولة المتكررة في الرد على طلب السماح للصحفيين بدخول قطاع غزة دون قيود.


نشرت صحيفة جيروزاليم بوست تفاصيل القرار الذي صدر عن المحكمة العليا للعدل، مؤكدة أن القضاة منحوا الدولة مهلة نهائية أخيرة للرد على الالتماس المقدم من رابطة الصحافة الأجنبية، مع التشديد على أن المحكمة ستصدر حكمها حتى في حال تجاهل الدولة للموعد المحدد.


المحكمة تضع حدًا لسياسة التأجيل

 

أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية الدولة، يوم الأحد، بتقديم رد نهائي على طلب رابطة الصحافة الأجنبية التي تسعى إلى الحصول على وصول غير مقيّد للصحفيين إلى قطاع غزة. ووجّه القاضي عوفر غروسكوبف انتقادات صريحة لسلوك الدولة، معتبرًا أن طلبات التمديد المتكررة تجاوزت الحدود المعقولة.


ورفض غروسكوبف طلبًا جديدًا تقدمت به الدولة لتمديد إضافي مدته ثلاثة أسابيع، مشيرًا إلى أن السلطات أخلفت تعهدات سابقة بتقديم رد محدث خلال المهل السابقة. وأوضح القاضي أن الحكومة حظيت بوقت كافٍ لشرح أسباب استمرار منع الصحفيين غير المرافقين عسكريًا من دخول غزة، لا سيما بعد دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في العاشر من أكتوبر.


وحدّد القاضي الرابع من يناير موعدًا نهائيًا للرد، بدلًا من الحادي عشر من الشهر نفسه الذي طلبته الدولة، مؤكدًا أن المحكمة لن توافق على أي تمديدات إضافية مهما كانت المبررات.


ترحيب الصحفيين ونفاد صبر القضاء


رحّبت رابطة الصحافة الأجنبية بقرار المحكمة، معتبرة أنه يعكس نفاد صبر القضاة إزاء ما وصفته بمماطلة استمرت قرابة عامين. وأعلنت الرابطة في بيان لها أن قرار المحكمة يمثل خطوة مهمة نحو حماية حرية الصحافة وحق الجمهور في الوصول إلى المعلومات.


وجددت الرابطة مطالبتها بالسماح للصحفيين بالعمل بحرية داخل قطاع غزة، داعية المحكمة إلى التدخل لحماية الحريات الصحفية في حال استمرار القيود. وأكدت أن منع التغطية المستقلة لا يضر فقط بالصحفيين، بل يضر كذلك بحقوق الجمهور في الاطلاع على ما يجري على الأرض.


وأشار الالتماس المقدم إلى المحكمة إلى أن الحظر الشامل على دخول الصحفيين المستقلين ينتهك مبادئ ديمقراطية أساسية، ويُلحق ضررًا غير متناسب بحرية التعبير وحرية العمل الصحفي، فضلًا عن المساس بحق المجتمع في المعرفة.


تبريرات أمنية وردود مثيرة للجدل

 

دافعت الحكومة الإسرائيلية عن موقفها بالقول إن السماح للصحفيين بالدخول دون قيود إلى قطاع غزة يعرّض حياتهم وحياة الجنود والمدنيين للخطر. وأكدت السلطات أن الوضع الأمني لا يزال هشًا، رغم سريان وقف إطلاق النار منذ عدة أشهر.


وأشار المسؤولون إلى اندلاع اشتباكات متقطعة بين الحين والآخر، عزت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أسبابها إلى خروقات لما يُعرف بخط “الخط الأصفر” الحدودي. واعتبرت الحكومة أن هذه التطورات الأمنية تبرر استمرار القيود المفروضة على دخول الصحفيين المستقلين.


في المقابل، رأت رابطة الصحافة الأجنبية أن هذه المبررات تفتقر إلى التناسب، لا سيما في ظل السماح لصحفيين “مرافقين” للجيش بالدخول، وهو ما يقيّد استقلالية التغطية ويؤثر في مصداقيتها.


ويأتي هذا الجدل في سياق أوسع من الانتقادات الدولية المتزايدة بشأن القيود المفروضة على التغطية الإعلامية للحرب في غزة، خصوصًا بعد مقتل عدد من الصحفيين خلال العمليات العسكرية، من بينهم صحفيون محليون ودوليون.

 

https://www.jpost.com/israel-news/article-881015